تقديم الولاية 43
I-تقديم الولاية:
1-الموقع و المساحة:
تقع ولاية ميلة في الشرق الجزائري تحدها شرقا ولاية قسنطينة وغربا ولايتي سطيف وجيجل وجنوبا ولايتي أم البواقي وباتنة وشمالا ولاية سكيكدة تتربع على مساحة تقدر بـــ: 3407.00 كلم2 بتعداد سكاني قدر بـ : 1،006.199 نسمة حيث تحتضن 32 بلدية و13 دائرة وتمتلك أقطابا اقتصادية كبرى في كل من شلغوم العيد وتاجنانت وهي ذات طابع زراعي ورعوي.
تبعد مقر الولاية بمسافة 50 كلم عن قسنطينة و 100 كلم عن جيجل و 450 كلم عن الجزائر العاصمة و تحدها الولايات التالية
- من الشمال : ولاية جيجل
- من الشمال الشرقي ولاية سكيكدة
- من الغرب : ولاية سطيف
- من الشرق :ولاية قسنطينة
- من الجنوب الشرقي : ولاية أم البواقي
- من الجنوب ولاية باتنة
02- التنظيم الإداري :
13 دائرة
32 بلدية
03- التضاريس :
تتميز تضاريس ولاية ميلة باختلاف و تعدد مناظرها فيجد الزائر لها :
-الكتل الجبلية المرتفعة السائدة بالمنطقة الشمالية و تبلغ أعلى قمةلها لها 1600 م
-تتشكل التضاريس بالمنطقة السفلية للبلديات المجاورة و جيجل من التلال و السفوح الجبلية
-المنطقة الوسطى فتتميز بالسهول المرتفعة
-تسود بالجنوب الكتل الجبلية العالية ذات ارتفاع يبلغ 1400 م
04- المناخ :
يتميز مناخ ولاية ميلة بصيف حار و شتاء بارد و رطب و تقدر نسبة تساقط الأمطار ب 700 مم / سنويا على مستوى المنطقة الجبلية و 350 مم / سنويا بالجنوب و تتراوح ما بين 400 إلى 600 مم / سنويا بالمنطقة الوسطى
05- الهيدروغرافيا :
تتوفر و لاية ميلة على شبكة كثيفة من السيول المائية التي تزود واد النجاء و واد الكبير و واد الرمال .
06-الزراعة :
يعتمد الإقليم أساسا على النشاط الزراعي ، و من بين أبرز المساحات الفلاحية منطقة العثمانية ، عين الملوك ، شلغوم العيد ، تيبرقنت
07- القطاع الصناعي :
-مؤسسات القطاع العام :650 منصب عمل
-مؤسسات القطاع الخاص :1405 منصب عمل
08- لمحة تاريخية عن الولاية :
يعود تعمير منطقة ميلة إلى فترة ماقبل التاريخ بفضل أراضيها الخصبة و مناخها المعتدل إلى جانب منابع المياه المتعددة التي تتوفر عليها مما جعلها محل الأطماع الاستعمارية و يعود تأسيس المدينة إلى عام 256 ميلادي و قد كانت إحدى القواعد العسكرية الأربعة التي كانت تتولى ضمان الأمن بسيرتا .
و توحي بعض المصادر إلى أن مدينة ميلة شيدت خلال فترة تتراوح مابين قرنين أو ثلاثة قرون ماقبل الميلاد في موضعها الحالي على يد الملوك النوميديين و كانت تدعى ميلو نسبة إلى ملكة بربرة ، و قد عرفت عدة تسميات من بينها ميلاف التي تعني ألف منبع مائي، ميليوم موليون،ميديوس،ميلاح .
و يمكن اعتبار ميلة إحدى أقدم المدن المشيدة بالجزائر ،و قد تعاقبت عليها عدة حضارات متتالية تركت بصماتها بحيث لا تزال بها مظاهر التأثير الأجنبي .
و بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية قام الوندال باجتياح شمال إفريقيا فقاومهم البيزنطيون الذين نشروا حضارتهم و الديانة المسيحية .
و قام بغزو ميلة بليزير الجنرال البيزنطي الذي أ،جز فيها معالم صخرية ضخمة مستمدة من الجبال المجاورة كما أنشأ قنوات ناقلة للمياه
و بساتين شاسعة و لاتزال ميلة تحتفظ إلى يومنا ببعض البقايا من جدران المدينة الرومانية .
و قد عرفت ميلة تقدما ملحوظا خاصة في المجال الزراعي نظرا لتوفر منابع المياه و بلغت ذروتها إلى درجة أنها لقبت بملكة الحبوب
و الحليب .
حيث استمرت السيطرة البيزنطية إلى غاية سنة 674 بعد الميلاد و انتهت بفتحها على يد أبو المهاجر دينار الذي يعود إليه فضل بناء مسجد سيدي غانم أحد أقدم مساجد شمال إفريقيا .
و خلال القرن العاشر كانت ميلة قبلة حربية للمناطق الجبلية و كان إقليم إجقان التابع لقجال بسطيف الشامل لمناطق ميلة و فرجيوة مركزا إشعاعيا لها .
و خلال الفتح الاسلامي شهدت ميلة توسعا حضاريا تميز بتدعيم المدينة بستة بوابات : البوابة الشرقية المسماة باب العروس أو باب الفتح و بجانب المسجد المحاذي لمقر الإمارة تم إنجاز نبع مائي عرف بتسمية نبع البلاد بقيت مباهه جارية إلى يومنا هذا .
غير أن المدينة تراجعت و عرفت تقهقرا إبان العهد العثماني أدى إلى نشوب ثورات نظرا لتسليط نظام ضريبي مجحف أثقل كاهل السكان ،و في سنة 1837 وصلت القوات الاستعمارية الفرنسية إلى ميلة فصادرت الأراضي الخصبة مما دفع أهاليها للنزوح تجاه الشرق الأوسط و خاصة إلى سوريا و على غرار الجهات الأخرى من الوطن ساهمت ميلة في مختلف المقاومات الشعبية ثم خاضت غمار النضال السياسي في إطار الحركة الوطنية .